TRINITY Admin
عدد المساهمات : 358 نقاط : 6324 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 38
| موضوع: أتبعني أنت الجمعة ديسمبر 25, 2009 6:33 pm | |
| - أتبعني أنت : إن كنت أشاء .. فماذا لك؟ (يو22:21) رب المجد يسوع بسابق عمله ، أعلن لبطرس أنه سيموت في شيخوخته مصلوباً. " الحق الحق أقول لك لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يديك (أي لتُصلب) وآخر يمنطقك (حيث يربطونه إلى الصليب منكساً) ويحملك حيث لا تشاء (أي إلى الصليب الذي تتهرب منه) ". ولقد أوضحها القديس يوحنا في الآية التالية مباشرة: " قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يمجد الله بها ". والتقليد يروي لنا أن نيرون حاكم روما قبض على بطرس الرسول ليصلبه ، ولكنه استطاع أن يهرب من السجن. وأثناء خروجه من مدينة روما وهو في الطريق تراءى له المسيح حاملاً الصليب وداخلاً إلى روما . فسأله القديس بطرس: إلى أين أنت ذاهب يارب؟ فرد عليه رب المجد: ذاهب إلى روما كي أصلب ثانية عوضاً عنك. فلما بكته ضميره ، عاد وسلم نفسه ليُصلب ، وطلب أن يصلبوه منكساً (رأسه أسفل وقدميه إلى أعلا) قائلاً: أنا غير مستحق أن أصلب مثل ربي وسيدي يسوع المسيح. وهكذا نال إكليل الشهادة. † بعدما قال رب المجد هذه النبؤة وسط جماعة التلاميذ على شاطئ بحر طبرية ، يبدو أن المسيح أراد أن يأخذ القديس بطرس ليتمشيا على انفراد: فقال له اتبعني .. ولعل المسيح قصد المعني الأعمق الذي كان يُعلّم به طوال فتره تجسده ، وهو أنه على كل تلميذ يريد أن يتبع المسيح يتحتم أن يحمل صليبه ويتبعه. فربما كانت كلمة اتبعني هنا تشجيعاً لبطرس على حمل الصليب حينما يجئ الصليب في حياته ولا يتعافي منه ، لاسيما وهو يري بأم عينيه في شخص المسيح الذي يكلمه روعة القيامة وأمجادها. † وجد بطرس الرسول التلميذ الآخر (يوحنا الحبيب) قد هم بأن يتبع المسيح بدوره ، فسأل يسوع: يا سيد ، وهذا ما له؟ .. ربما ظن بطرس بسؤال هذا أن شرف معية المسيح تخصه هو وحده ، ولا يريد لأحد أن يزاحمه في الاستئثار بالمسيح! أو ربما يكون المقصود بالسؤال أن بطرس يريد أن يعرف أيضاً مصير زميله العتيد في الكرازة والخدمة ، كما عرف مصيره هو شخصياً .... مهما يكن من أمر ، فلقد كان رد المسيح: " إن كنت اشاء أن يبقي حتى أجئ فماذا لك أتبعني أنت". ومن هذا الرد يعلن لنا المسيح ثلاثة حقائق:- 1- إنه ملك نفوس البشر ، يستطيع أن يطيل عمر من يشاء كما يريد. 2- إنه سيجئ مرة أخري على الأرض. 3- على من يتبع المسيح أن ينفذ أوامره بالنسبه له شخصياً ، ولا يتدخل في شئون غيره. † المسيح له المجد أن يمنع يوحنا من أن يموت وإلي مجيئه الثاني ، وهذا ليس من شأن الرسول بطرس على الاطلاق. ولقد سمح الله أن يري عبده يوحنا وهو منفي في جزيرة بطمس كل وقائع مجيئه الثاني في رؤياه اللاهوتية الخالدة .. وهكذا عاش يوحنا أحداث المجئ الثاني من خلال الرؤيا ثم مات وانتقل إلى الفردوس منتظراً تحقيق الرؤيا واقعياً في الوقت المعين من الله. † رغم شركة القديسين التي تعيش فيها الكنيسة ، إلا أن كل واحد من جماعة الكنيسة المقدسة له علاقته الخاصة بالمسيح .. هذه العلاقة هي قدس أقداس لا يجوز لفضولي أن يقتحمها .. فرق بين أن أخدم أخوتي واهتم بحاجاتهم ، وبين أن أعتبر نفسي وصيا عليهم لدرجة تحد من حريتهم الشخصية. اتبعني أنت ، ففي تبعيتك لي ستخدم أخوتك. أما ان قارنت نفسك بآخرين فستكف عن اتباعي ، وبدلا من أن تخدم بروح واحدة مع أخوتك ، ستتشاجر معهم ظاناً أن لك السلطان عليهم! وستحاول أن تثبت تمايزك عليهم ... " أتبعني أنت " إنها آخر جمله كتبها يوحنا الحبيب في انجيله على فم السيد المسيح ... والواقع أنها ليست لبطرس وحده بل هي لكل مسيحي ، لي ولك ، وجيلا بعد جيل إلى مجئ المسيح الثاني المملوء مجداً وقوة ... † رغم أن رب المجد لم يقل مباشرة أن يوحنا سيبقي إلى أن أجئ ، إلا أن هذا المفهوم سرعان ما انتشر واستقر في أذهان التلاميذ وأشاعوه حيثما كرزوا ، لذلك لزم أن ينوه يوحنا في ختام انجيله بنص النطق الذي قاله المسيح: " إن كنت أشاء أن يبقي حتى أجئ " .. حتى لا يكون هناك سوء فهم. | |
|