TRINITY Admin
عدد المساهمات : 358 نقاط : 6324 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 38
| موضوع: وخديك اهملتهما للطم الجمعة ديسمبر 25, 2009 6:22 pm | |
| - وخديك اهملتهما للطم : لماذا تضربني؟ (يو23:18) الخالق يُحاكم امام مخلوقه! المسيح يحاكم امام قيافا! العملاق امام القزم ، والحق امام الباطل والبهتان! وعندما يكون الوضع هكذا ، فإن كل اساليب الخبث والتشويش ، وبهلوانية الاجراءات ، والاعوجاج والتزوير والارهاب ممكن أن تستخدم. لقد حاول قيافا باسئلة الدهاء ان يستنطق يسوع ما يؤخذ عليه لإدانته ، ولكنه لم يستطع ان يصل إلى بغيته لان المسيح له المجد خاطبة بوداعة وهدوء معيدا ترتيب الامور الى وضعها الصحيح .. انت يا قيافا تحاكمني وليس عندك اية تهم ضدي ، واتيت بي امامك موثقا ، وقادوني كفاعل شر بدون ان يكون علىّ تهمة واحدة .. لماذا تسألني انا؟ هل تريدني ان اتهم نفسي امامك؟ † شعر خادم رئيس الكهنة أن سيده في موقف محرج ومفضوح ، فتطوع المسكين ان يلطم يسوع على وجهه مستنكرا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة؟ لانه باستمرار عندما يكون رجل الكهنوت غير مقبول لدى الله ، فإنه يبحث عن تكريمات المنصب الكهنوتي بأي طريقة من الطرق. مع أن الكهنوت المقبول لدى الله ، يمنحه الله وقارا ونعمة ليس من الرعية فقط ، بل ومن الذين هم من خارج ايضا ، هكذا تلقائيا بدون طلب او قهر أو تذكير. هذا مع العلم بأن كلام يسوع لم يكن متضمناً أية إهانة لشخص قيافا ، لذلك خاطب يسوع عبد رئيس الكهنة: ان كنت تكلمت رديا فاشهد على الردى وان حسنا ، فلماذا تضربني ؟! † كثيرون من ضعاف النفوس ، تعودوا على مناصرة السلطة سواءً بالحق او بالباطل! لم يكن مطلوبا من العبد ان يلطم المسيح ، ولكنه تطوع بهذا من تلقاء نفسه ابتغاء مرضاة السلطان! متوقعا ان قيافا رئيس الكهنة سيكافئة على هذا العمل الغشيم البربري .. وهذا شر خبيث آخر منتشر تحت الشمس ، لم يكن العبد يعلم انه يلطم رئيس الحياة ورب المجد ، ولو كان قد علم ، لسجد امام المسيح مقبلا قدميه بدلا من ان يلطمه. ولكن امسك عن عينيه ليكون بفعلته هذه شاهدا وعبرة امام كل من يضايقون البار ويهينونه إرضاءً للسلطة. † لماذا تضربني؟ لماذا توقع علىّ عقوبة وأنا لم أدن بعد؟ وما هو شأنك! ان لطم عبد رئيس الكهنة ليسوع هي إهانة ما بعدها إهانة .. وتحقير واستفزاز كي يخرج يسوع عن رزانة الحق ، ولكن يسوع لم يخرج عن وقاره ، واراد خلاص نفس ذلك العبد بإعادته الى رشده ، كما اراد خلاص نفس قيافا بأن يوقف هذا التهريج القضائي. ونحن نلاحظ أن إجراءات المحاكمة امام قيافا على انفراد قد توقفت بعد هذا على الفور ، وابتدأوا يستعدون لعقد مجمع السنهدريم بدون ان يستطيعوا حتى ولو تلفيق تهمه محدده ليسوع! † ان المسيح رب المجد حينما قبل اللطمة من عبد رئيس الكهنة بهذه الرزانة الالهية العجيبة ، لم تنقص من قدره في نظر اتباعه ، بل على العكس زادتهم خشوعا وتعبدا وحبا له ، ظلت الكنيسة تشدو بإحتمال المسيح للطم في كل قداس إلهي حيث يقول الكاهن: احتملت ظلم الاشرار ، بذلت ظهرك للسياط ، وخديك اهملتهما للطم .. من اجلي يا سيدي. ان الاعين تدمع والعواطف تجيش حبا وتعبدا نحو ذلك الاله الذي حطم كبرياءنا بكل هذا الاتضاع الذي بلا حدود! فأنت يا ربي كم شفيت اياد كانت قد تيبست واعدت لها الصحة. اما نحن البشر فنرد الجميل بالاساءة حيث ترتفع اليد الصحيحة لتلطمك! ودون ان تقول انت كلمة ردية يمكن ان يشهد بها عبد!! البشرية كلها لو قدمت الاعتذار لك يا ربي عن هذه اللطمة لما استوفت شيئاً ولكن هي صلاتك الغافرة: يا ابتاه اغفر لهم لانهم يفعلون ما لا يعلمون. † على كل من يريدون أن يفحصوا يسوع كي يؤمنوا به ، أن يستبعدوا من أذهانهم كل أفكار مسبقة عن المسيح ، وأن يفحصوا كل من سمعوا وتأثروا وتتلمذوا على المسيح ، ليلمسوا التغيير الرائع الذي احدثه المسيح في حياتهم. كذلك عليهم ان يستبعدوا كل الضغوط والمجاملات ومحاولة إرضاء السلطات الكائنة. لان المسيح في نظر العالم والشيطان ، وكل خدام الشيطان ، لا يستحق إلا الضرب واللطم والتحقير والتعنيف والقتل والاعدام صلباً. كن عادلا في حكمك على المسيح ولا تأخذ أحكامك إلا من داخلك ومن ضميرك النقي .. وهكذا ستكتشف إنه رب المجد " لانهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " وانتم يا عبيد رؤساء الكهنة ، هلا ترويتم ، قبل ان ترفعوا ايديكم لتلطموا البار على وجهه. | |
|