TRINITY Admin
عدد المساهمات : 358 نقاط : 6324 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 38
| موضوع: قل للمسيح إنك تحبه الجمعة ديسمبر 25, 2009 6:19 pm | |
| قل للمسيح إنك تحبه: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ .. أتحبني؟ .. أتحبني؟ (يو21 : 15 ، 16 ، 17) المسيح له المجد ينسى الإساءة ويغفرها ، بل ويحاول أن يزبل الشعور بالذنب من كل تائب رجع اليه. هذا ما نلمسه بوضوح في حواره المملوء الفة وتودد مع رسوله بطرس بعد القيامة. لم يذكر الرسول بإنكاره له ثلاث مرات امام الجارية ، بل بين له انه يذكر جملته الحماسية " ان شك فيك الجميع انا لا أشك " ووقت ان قالها كان يعنيها ولكنه فقط لم يكن له وضوح رؤية بالنسبة لامكانياته ، واحتمالات المستقبل. لم يكن مخططا للشر ومرائيا كيهوذا ، فعندما اتوا للقبض على يسوع اخذته الحماسة واستل سيفه وقطع به اذن عبد رئيس الكهنه (ملخوس) ولكنه رد السيف الى غمده على الفور بعدما امره الرب بهذا. وحتى لو ظن البعض تكرار سؤال المسيح له اتحبني؟ ثلاث مرات في مقابل ثلاث مرات إنكاره ، على أنه نوع من العتاب ، فما ارقه ذلك العتاب ، وان كنت لا أوافق على هذا الرأي. لأنه لو اراد عتابه لما كلفه برعاية خرافه ثلاث مرات عقب كل مرة يؤكد فيها القديس بطرس أنه فعلا يحبه. ان الموضوع اساسا هو تكليف الرسول بطرس (ومعه كل التلاميذ) برعاية خراف المسيح ، وليس تأليب المواجع الماضية ، والآن هذا اللقاء بين المسيح له المجد والقديس بطرس ربما كان هو الخامس منذ قيامة المسيح. † لماذا اذن كرر رب المجد للرسول بطرس " اتحبني؟ ،،، ارع خرافي " على ثلاث مرات؟ الواقع ان الرعاية الالهية للنفوس في العهد الجديد هي ثلاث مراحل كما تنبأ عنها حزقيال النبي حين قال إن الرب سيجعل كهنة العهد القديم يكفون عن رعي غنم الرب .. لانه هكذا قال السيد الرب: 1- هانذا أسأل عن غنمي. 2- وافتقدها كما يفتقد الراعي قطيعه. 3- واجمعها من الأراضي وأرعاها. سؤال وافتقاد وتجميع .. هذه هي الرعاية. السؤال ، لمعرفة احوال الغنم ، والأفتقاد – للمتابعة والسهر والتجميع ، ليسهل رعايتها معا ... † في الترجمات الدقيقة عن اللغه اليونانية نجد في الآية الأولى – ارع غنمي ، والتالية ارع نعاجي. والثالثة – ارع حملاني ... اي نفوس البشر بكل مشتملاتها – رجالاً ونساء واطفالاً. † كان إيمان بطرس هو الصخرة التي بنى عليها رب المجد بيعته التي وعد أن أبواب الجحيم لا تقوى عليها .. ولكن المسيحية ليست ايماناً فقط بل هي محبة ايضاً لأنه إن كان لي كل الإيمان حتى انقل الجبال وليس لي محبة فلست شيئاً. لذلك أكد المسيح هنا على الحب ايضا كأساس للرعاية في الكنيسة. ان جو الكنيسة يصبح خانقاً مكفهراً إن خلا من المحبة ، لان الايمان ليس قوانين جامدة ، ولكن الايمان الحقيقي هو العامل بالمحبة. معنى خلو الكنيسة من المحبة هو خلوها من المسيح ، فلماذا تدعى بعد كنيسة؟! † إن النفس التائبة التي قبلها الرب ، قد تكون اكثر محبة وحنانً على القطيع ، كداود الذي تشفع من اجل شعبه بعد توبته ، بأن يجعل الله ضرباته عليه وعلى بيته وليس على القطيع الذي لا ذنب له ، وبطرس الذي تغيرت كل صفاته السلبية بعد توبته وصار رسولا من الطراز الأول .. اما النفوس غير التائبه فإنها تكون قاسية وعنيفه مع القطيع. لان النفس التائبة تكون قد ذاقت من حنان المسيح واشفاقه وغفرانه ، فإنها تعكس كل هذا على القطيع ، بعكس غير التائبه فإنها تعكس مخاوفها ودينونتها وعقوبتها على القطيع .. † لقد تعلم الرسول بطرس بعد اختبارات الصليب والقيامة أن لا يتهور بعد بحماس في الردود على اسئله المسيح ، بل كان يقول: نعم يارب اني احبك. وفي المرة الثالثة أجاب بحزن: يا سيد أنت تعلم كل شئ انت تعلم اني احبك. ولم يعد بطرس يتكلم باساليب الزهو والحماس بمشاعرة على كونها تتفوق على مشاعر الآخرين. بل اجاب تلك الاجابات المهذبة ، بعدما تأدب من التجارب التي سقط فيها. ادبتني يارب فتأدبت كعجل غير مروض ". " ارددنا يارب اليك فنرتد ". | |
|