TRINITY
Admin
عدد المساهمات : 358
نقاط : 6324
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
العمر : 38
 |  موضوع: القديسة مارينا  السبت ديسمبر 26, 2009 10:42 pm | |
| تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديسة مارينا في 23أبيب,وهذا
اليوم تقرأ سيرة حياتها وهي قصة استشهادها,الحقيقة هذه عذراء تعد من أبطال النساء والرجال,الإنسان عندما يقرأ
قصة حياتها,قصة بطولتها يتعجب لأنها امرأة,والمرأة دائما مشهورة برقتها وعاطفتها وسهولة ليونتها,إنما هذه
المرأة,هذه الشابة,هذه الطاهرة صمدت صمودا عجيبا,يعجز عنه ربما مئات الرجال,موقف ليس عاديا بالنسبة لامرأة
في شبابها,وأمام الإغراءات التي عرضت عليها لكي تتزوج بالحاكم الذي أعجب بجمالها,ومع ذلك ترفضه مرتبطة
بعريسها الحقيقي وهو المسيح,وترفض جميع العروض التي عرضت عليها لكي تعيش متنعمة وتكون أميرة,كل هذا رفضته
وبعد ذلك تعرضت لعذابات عجيبة يقشعر الإنسان فقط حينما يقرأ كيف أن امرأة توضع في هنبازين, الهنبازين من
أدوات التعذيب التي ليس لها مثيل اليوم وهو عبارة عن دولابين يلفون ضد بعض مثل الرحاية,دولاب من فوق
ودولاب من تحت,وكل دولاب ينتهي بسكاكين,فالشهيد كان يوضع بين الدولابين ثم يلفون الدولابين معا,فانظروا ما
كان يتعرض له هنا الشهيد من العذابات,السكاكين التي تقطع فيه,وهو موضوع بين الهنبازين,شئ فظيع ربما حينما
تقرأها تجزع,فما بالك عندما يكون الواحد في التجربة نفسها ويري هذا الوضع,وكيف امرأة والمرأة مشهورة برقتها
تتحمل هذا العذاب وتصمد,وهذا لم يكن العذاب الوحيد الذي تعرضت له,أيضا مشطوها بأمشاط من الحديد,وأيضا
قطعوا جسمها ثم وضعوا علي جسمها خلا وملحا,انظر كيف تمشط بأمشاط من الحديد,انظر جلدها كيف يتقطع بالأمشاط
وبعد ذلك زيادة في التعذيب يضعون عليها ملحا وخلا, انظروا الآلام التي تتعرض لها شابة في سبيل استمساكها
بالمسيح ونحن أقل شئ نصرخ لماذا المسيح تركنا؟لماذا...؟لماذا....؟هذا الكلام نسمعه الآن,أقل شئ
يصيبنا...لماذا؟اعتراض باستمرار,يتهيأ لنا أنه لأننا نعبد المسيح فلا يجب أن نتعرض لشئ من الألم
أبدا...أبدا,وأحيانا نقول أين الله؟فمن التجديف نعتبر أن الله غير موجود,لأنه لو كان موجودا كيف
يتركنا,كيف يسمح بهذا,لكن انظروا آباءنا,انظروا هذا الشباب كيف يتعرض لهذه العذابات ويصمد ولا يعتبر أن
الله تخلي عنه,بل أن الله يعطيه فرصة لامتحانه وإظهار إيمانه وصبره.
واحد مثل مارجرجس سبع سنين عذابات متواصلة ومتنوعة,كل هذا من أجل ماذا؟من أجل أن الله
يعطي له فرصة أن يظهر حقيقة إيمانه,ونحن لابد أن نكون مستعدين للأيام القادمة التي سوف نتعرض فيها لأكثر
مما تعرضنا له في الماضي,فكنيستنا جميلة في أنها من وقت لآخر تقدم لنا نماذج لهؤلاء الشهداء,وهذه الشهيدة
امرأة,امرأة علي الرغم من رقتها فإنها استطاعت أن تصمد هذا الصمود العجيب الذي لا تصمد له الجبال,ثبتت
ولم تتراجع عن إيمانها وأخيرا قطعت رأسها,باستمرار الشهيد قبل أن يقطعوا رأسه يعذبوه بعذابات مختلفة,تكون
كافية فعلا أنها تنهي حياته,ولكن كان يحدث أن الله يعطي له قوة وأيضا في بعض الأحيان يعطي له شفاء لكي
يستمر,هو لا يعطيه الشفاء لكي يعفيه من الآلام,لا....إنما يعطيه الشفاء للاستمرار,لأن أي نوع
من أنواع التعذيب كانت كافية أنها تنهي حياته,فمثلا الهنبازين كاف أن يقضي علي الإنسان في دقيقة واحدة أو
الأمشاط كذلك,لكن في بعض الأحيان يقول إن ملاك جاء ولمسه بجناحيه فشفي من جراحاته,أو رؤيا معينة يظهر
المسيح ويشجعه فيشفي,هذا من الأجل الاستمرار وكلما استمر ظهر صبره أكثر وإيمانه أكثر وأيضا يكبر
إكليله,ويكون هذا الدليل فعلا علي أنه مستحق للمجد لأنه احتمل الأكثر,ومثل ما قال المسيحمن أحب
كثيرا...فهذا دليل المحبة وهذا برهان المحبةمن أحب كثيرا يغفر له كثيرا.
فالشهداء برهنوا بصبرهم وصمودهم علي محبتهم,وفي مقابل هذا المسيح إلهنا يعطيهم غفران
خطاياهم ويجزيهم بالجزاء الأخروي,ومثل ما قال أحد الشعراء:
جاز الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي فالشدائد
تكون امتحانا واختبارا يستطيع بها أن يعرف الواحد صديقه من عدوه,كذلك الله فوق من السماء عندما يسمح بتجارب
أو اضطهادات أو آلام لتصيب شعبه هذا ليكون فرصة وامتحان لمدي صمود الإنسان وتبعيته للمسيح,هل هو يتبع
المسيح حقيقة عن حب,أو لأن أموره سهلة,لأن الله يسهل له أموره فيمشي وراءه,فالشدائد مهمة جدا لأنها
هي المحك والامتحان,مثل البوتقة نضع فيها الخامة لكي نعرف بالضبط هل هي ذهب حقيقي أو مزيف,وطبعا البوتقة
تكون ملتهبة,نارا مشتعلة فلابد من النار مثل ما قال الكتاب المقدس في رسالة كورنثوستمتحن النار عمل كل
واحدفهذا توجد عملية امتحان,فأيام الاستشهاد عندما يسمح بها الله,هذه مهمة جدا لحياة الكنيسة لماذا؟لأن هذه
الآلام وهذا الاستشهاد مطهر للكنيسة ككل لماذا؟
أولا:تطهر العناصر الطيبة وتبرزها.
ثانيا:العناصر
الأخري التالفة,الورق الأصفر الضعيف يقع,فعندما يقع يعطي فرصة للبراعم الجديدة أنها تظهر,ولذلك ولو أن
الاستشهاد وظروف الآلام مؤلمة بالنسبة للكنيسة,وجراحات بالنسبة للكنيسة,ويترتب عليها سقوط البعض,أنما هذا
السقوط بالنسبة للشجرة يكون نافعا لها لأن الأوراق الضعيفة تقع,صحيح أن هذا شئ مؤلم أنها تقع,لكن لكي
تنظف الشجرة ولا يكون فيها غير الورق الأخضر ولكي تعطي فرصة لبراعم جديدة نقية خضراء تطلع ويكون ذلك
إذن لخير الشجرة,لذلك في الطبيعة الله يعمل هزة,فتجد في الخريف يحدث هز للشجرة,فتجد أوراقا كثيرة تقع,هنا
السقوط ظاهرة طبيعية عملها الله في الطبيعة لكي ينظف الشجرة,ينظفها من الأوراق الضعيفة,لكي يعطي فرصة
للبراعم الخضراء الجديدة أنها تظهر لأنه لو كانت كل هذه الأوراق موجودة علي الشجرة,فلا يكون هناك فرصة
لبراعم جديدة تنبت,لكن عندما تقع تنظف الشجرة,حقا تتوسخ الأرض,إنما كل هذا لخير الشجرة,إذن هذه الهزة
العنيفة لصالح الشجرة هي مؤلمة لأنها هزة عنيفة,لكن للصالح...هكذا في حياة الإنسان نفسه,تجد التجارب
والآلام تكون مهمة جدا,ولذلك آباء الكنيسة يقولون هناك من استشهدوا بالدم مثل القديسة مارينا وغيرها من
الشهداء الذين تعذبوا ثم قطعت رؤوسهم,إنما هناك من الأحياء يستشهدون إنما بغير سفك دم,ويسموه الاستشهاد
بدون سفك دم,ماذا يعني استشهاد بدون سفك دم؟كلمة استشهد أي طلب للشهادة,فحياة هذا الإنسان شهادة
للمسيح,في سيرته في صبره,في احتماله,في طول باله,في شجاعته,في أمانته,في نزاهته,في المثال والقدوة الصالحة
التي يقدمها في حياته,يتحمل في سبيل هذا آلام نفسية وآلام عصبية,واضطهاد ومضايقات وآلام,ولكن جائز لا
يموت,ولكن الآلام التي تحملها,تسمي آلام الشهداء ولكن بدون سفك دم,وعلي هذا الأساس تألم القديس يوحنا
الحبيب الذي وضعوه في خلقين من الزيت المغلي,ولكن نجا منه وبعد ذلك الإمبراطور توفي فصدر الأمر بنفيه إلي
جزيرة بطمس التي فيها رأي الرؤيا العظيمة التي تسمي الجليان,وبعد ذلك يوحنا الرسول مات موتة طبيعية
بالشيخوخة وصل لسن المائة وبعد ذلك مات,فلم يمت شهيدا ولو أنه عاش آلام الشهداء,وهؤلاء يسمون المعترفين عندما
تسمعوا في صلوات الكنيسة تجدوا الشهداء والمعترفين, المعترفون هم شهداء ولكن لم يموتوا بسفك الدم,احتملوا
في حياتهم آلاما كثيرة جدا, ولكن لم يموتوا كما يموت الشهداء بقطع الرأس أو ما إلي ذلك مثل مارجرجس,مثل
مارينا,أو غيرها. أريد أن أقول كما يقول الآباء أن
من بين المسيحيين,ومن بين المؤمنين ومن بين القديسين الأحياء الذين لم يموتوا بقطع الرأس وما إلي ذلك,لكن
يعدوا شهداء بدون سفك دم لأنهم احتملوا آلاما كثيرة,وأحيانا تكون هذه الآلام ربما أزيد وأصعب من
آلام بعض الشهداء,لأنهم تحملوا متاعب معنوية ونفسية وآلام ومضايقات واضطهادات وظلم ومع ذلك يصمدون ويثبتون
علي الإيمان ولا يتزعزعون ولا يخورون في الطريق وإنما يظلوا صامدين ومتمسكين بديانتهم ومتمسكين بعقيدتهم,متمسكين
بصبرهم,متمسكين بفضيلتهم ولا يرجعون إلي الوراء, فهؤلاء يعدون أيضا شهداء,ولكن شهداء بدون سفك دم.
هناك
أشخاص من القديسين المعتبرين أعمدة في الكنيسة,مثل يوحنا ذهبي الفم لم يمت شهيدا لكنه تحمل متاعب
وآلامات واضطهاد وسبيا ونفيا... وأثناسيوس الرسولي لم يمت شهيدا إنما تحمل آلامات شديدة جدا جدا,ليس أقل من
الرسل ولذلك سموه بالرسولي,لأنه تحمل متاعب ومضايقات وكرز باسم المسيح ودافع عن لاهوت المسيح وتحمل أنواعا
من المضايقات والمتاعب والاضطهادات والنفي والسبي,حقا أنه لم يمت شهيدا,ولكنه يعد شهيدا بدون سفك دم.
كذلك
البابا ديوسقورس من أبطال الإيمان الأرثوذكسي,هذا لم يمت شهيدا,لكن تحمل أشياء كثيرة جدا ومتاعب كثيرة
جدا,ولكن مات موتة طبيعية. البابا كيرلس الأول عمود
الإيمان, البابا الرابع والعشرون من بطاركة الإسكندرية هذا الرجل أيضا مات موتة طبيعية ولكن رأي أشياء في
حياته رفعته إلي مكان عال في السماء,وأصبح يعتبر أب الكنيسة كلها ومعلم الكنيسة كلها,احتمل وصمد وصبر. بركة صلوات وشفاعات القديسة تكون مع جميعكم آمين | |
|
